
كيف يعمل الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- في ذلك؟ عملية الإخراج هذه (من الظلمات إلى النور) كيف تتم؟ يرسل الله إلى عباده رسلاً، هؤلاء الرسل يأتون بهذه التعليمات، بهذه التوجيهات من الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- في كتب يأتون بها، يترافق مع ذلك: الدور العملي المباشر (مع ما يقدمونه، مع ما يبلغونه)؛ فالرسل والكتب هما: الثنائيان المتلازمان لمشروع الهداية الإلهية لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، تجمع وتأتي تلك المفاهيم، تلك التعليمات، تلك التوجيهات، المعبر عنها بالنور؛ لأنها تضيء لنا دربنا في هذه الحياة، ومسارنا في هذه الحياة، حتى لا نضيع ولا نتيه، تأتي مع الرسل، قبل أن تكون مكتوبة تبلغ، وتكتب، وتوثق للبشرية، ويترافق معها نشاط ودور محوري ورئيسي، مثلاً: الرسول نفسه معنيٌ بعملية التبليغ: يكلم الناس، يبلّغهم، يتلو عليهم من الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى-: (تلك التوجيهات، تلك المفاهيم، تلك التعليمات، تلك البصائر، تلك التوضيحات)، يترافق مع ذلك أن يكون هو معنياً إلى حدٍ كبير، ومرتبطاً- بشكل رئيسي ومحوري- بتلك التعليمات، يكون هو: أول من يفهمها، من يستوعبها، من يؤمن بها، من يـتأثر بها، من يجسدها، من يطبقها، من يلتزم بها، من يمثل القدوة في أدائها، من يرعى في النشاط العملي، والسعي العملي في الواقع البشري: العمل على إقامتها، على توجيه الناس في إطارها، على تحريك الناس من خلالها، على تفهيم الناس بها؛ حتى لا يفهموها الفهم الخاطئ، أو الفهم الناقص، أو الفهم القاصر .يعمل على دفع الناس للالتزام بها، على مواجهة كل التحديات التي تعترضها؛ لأنه يحصل ردة فعل في الواقع البشري،
اقراء المزيد